لماذا اختار الله القرآن هدايةً للعالمين؟ فضل لا يُدرك إلا بقلبٍ مؤمن
في عالمٍ يبحث عن الحقيقة وسط زحام الأصوات والآراء، يبقى القرآن الكريم النور الذي لا يخبو، والصوت الذي لا يُخطئ، والمرشد الذي لا يضلّ. فهو ليس مجرد كتابٍ مقدّس، بل هو هدى من الله للعالمين ، نزل ليُخرِج الناس من ظلمات الجهل إلى نور اليقين. وفي هذا المقال من معارج الحق ، نستعرض فضل القرآن الكريم من خلال آياته وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: ، ونكشف لماذا جعله الله معجزةً خالدة.
القرآن الكريم: كلام الله المعجز المحفوظ
القرآن ليس كلام بشر، بل هو كلام الله العزيز الحكيم ، نزل به جبريل الأمين على قلب خير الخلق محمدصلى الله عليه وسلم. وقد تكفّل الله بحفظه من التحريف والتبديل، فقال تعالى:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾
— سورة الحجر، الآية 9
وهذه العناية الإلهية بالقرآن تدلّ على عظمته وفضله، فهو الكتاب الوحيد الذي لم يُغيّر حرفاً واحداً منذ أكثر من 1400 سنة.
فضل القرآن في الدنيا: شفاء القلوب ونور البصائر
قال الله تعالى في كتابه:
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾
— سورة الإسراء، الآية 82
فالقرآن ليس فقط وسيلة للعبادة، بل هو دواء نفسي وروحي يعالج القلق، ويُسكّن الهموم، ويمنح المؤمن طمأنينة لا تُوصف. ومن تدبّر آياته، وجد فيها الهداية لكل مشكلة، والحلّ لكل أزمة.
فضل القرآن في الآخرة: شفيع لأصحابه يوم القيامة
من أعظم فضائل القرآن أن يكون شفيعًا لصاحبه يوم القيامة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
«اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»
— صحيح مسلم
كما أن من تعلّمه وعلّمه، كان من خير الناس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (البخاري).
كيف نستفيد من فضل القرآن في حياتنا اليومية؟
للاستفادة من فضل القرآن، لا يكفي أن نقرأه دون تدبّر. بل يجب أن:
- نتلوه بخشوع وتدبّر، لا مجرد عادة.
- نعمل بما فيه من أوامر ونواهٍ.
- نجعله دستورًا في معاملاتنا وأخلاقنا.
- نعلّمه لأبنائنا وندعو به في صلاتنا ودعائنا.
خاتمة: اجعل القرآن رفيق دربك
في زمن الفتن والانحرافات، لا نجاة للمؤمن إلا بالتمسك بكتاب الله. فاجعل القرآن رفيقك في الليل والنهار، واطلب به وجه الله، لا السمعة أو المباهاة. فإنّ من أحسن إليه القرآن، كان له نورًا يوم الظلمات.
ونسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور بصيرتنا، وشفيعًا لنا في قبورنا ويوم عرضنا عليه.
تم نشر هذا المقال حصريًا على موقع معارج الحق — طريقك إلى اليقين والهداية.
